نتداول في أيامنا هذه الكثير من العبارات ذات الطابعى الديني ولكن كثيراً ما نتسائل هل لها جذور في القرآن والسنه ام أنها فقط عبارات مهذبة ندعو بها للخير فيما بيننا ، وإذا كانت عبارات مستحدثة في تسليم المسلم على المسلم ووداعه فهل هي مكروهةٌ ام مستحبة حرام أو حلال ، والدين كله لغة ولذلك قبل اقرار عبارة ما وحكمها يدرس علماء اللغة والدين معناها جيدا فأغلب الناس ربما تردد عبارات لا تتمعن بها بل تراها في شكلها البسيط عبارة جميلة ويريدون بها الخير لبعضهم البعض من خلالها ، ومن هذه العبارات عبارة " جمعة مباركة " هذه جملة مستحدثه لم ترد في السنة ولم تتداول في عصور الإسلام الاولى وهي في شكلها عبارة محببة لقلوب العباد ، فهي تمني بالبركة والمباركة ليوم الجمعة الذي له طابعه الخاص القدسيّ ، وهناك من تسائل على حكم قول هذه
العبارة فأجابه اهل العلم بما يأتي :
التزام قول المسلم لأخيه المسلم بعد الجمعة أو كل جمعة ( جمعة مباركة ) لا نعلم فيه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الكرام، ولم نطلع على أحد من أهل العلم قال بمشروعيته، فعلى هذا يكون بهذا الاعتبار بدعة محدثة لا سيما إذا كان ذلك على وجه التعبد واعتقاد السنية، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد . رواه مسلم والبخاري معلقا، وفي لفظ لهما: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد . وأما إذا قال المسلم لأخيه أحيانا من غير اعتقاد لثبوتها ولا التزام بها ولا مداومة عليها، ولكن على سبيل الدعاء فنرجو أن لا يكون بها بأس، وتركها أولى حتى لا تصير كالسنة الثابتة
وقد قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس". وقال بعضهم : ( كم من معصية في الخفاء منعني منها قوله تعالى : " ولمن خاف مقام ربه جنتان " ) . " إن الحسرة كل الحسرة ، والمصيبة كل المصيبة : أن نجد راحتنا حين نعصي الله تعالى ".